قصيدة الوداع الاخير ( للشاعر الخليجي تركي الميزاني )
قصيدة جدا جدا مؤثرة بما تحمله من معاني ونصح وعبر .
يا مالك الملك يالواحد شديد العقاب
ياغافر الذنب يا مرسل رسول اثير
يا خالق الخلق يا محصى الخطا والصواب
تعالت اسماك مالك في صفاتك خشير
يا محيي الارض بامرك من حمول السحاب
ياعالم بالحياة وما يؤول المصير
يا جامع الناس في يوم الحشر و الحساب
مافيه فرقٍ هذا تاجر وهذا فقير
كل الخلايق سوا الا بحمل الكتاب
لا شخصت ابصارهم يوم النهار العسير
احدٍ كتابه فتح له صوب جنتك باب
واحدٍ هوى بكتابه للسخط والسعير
ياربي رحمتك لا هلوا علي التراب
واصبحت مالي من الوحشة مفر ومطير
وقفوا لدموعهم فوق الخدود انسكاب
واسمع قريع احذيتهم في الوداع الاخير
ودخلت في عالم البرزخ و طال الغياب
وفارقت كل الحبايب والاهل والعشير
وجاووني ملايكتك اللي للعمل والعذاب
واستسلمت نفسي لمنكر وجاني نكير
في موقف للسؤال يزيد ثقل الجواب
الا برحمتك ياللي بالخفايا خبير
يارب حملت نفسي بالشقا والعتاب
ومديت حبل الخطا لأبليس واصبحت اسير
وطاوعتها في متاهات الوهم والسراب
لين اشبكتها الخطايا والنفس طير
أزل واقول انا توي بسن الشباب
واذا نصحني محب اقول توي صغير
ما كنت حاسب لوقتي والليالي حساب
ولا كنت افكر وش اللي في زماني يصير
الا بعد ما انتصفت العمر والراس شاب
وفقدت من ربعي الاثنين جمعٍ غفير
عرفت بأن الحياة مصارعة واكتئاب
واني مودع ولا لي غير ربي نصير
ومن لا تزهب من التقوى ليومه زهاب
لا مات وش حجته يوم النهار الكبير
في الموقف اللي مافيه مجادلة وانسحاب
من هولها كالنهر يشيب في راس الغرير
اهديها لكل من فقد شخص عزيز في هذه الحياه .