[size=25]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وصلي اللهم على نبيك نبي الرحمة الهادي الي صراطك المستقيم.
وبعد :-
قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (المائدة : 54 )
ذهب بي خيالي بعيدا فأبحرت صوب شواطئ ماضينا التليد الزاهر فرأيت عجبا عجابا ..رأيت جيوش الاسلام الظافرة الفاتحة تمخر سفنها البحر وتملأ البر تحمل راية الاسلام عالية خفاقة.. تدك معاقل الظالمين وتنشر نور الاسلام في بلاد طالما ملأت جورا وظلما واتخذ الشيطان والطاغوت فيها سكنا , فجاء نور الاسلام فبدد تلك الظلمات واحالها الي بلاد يشع منها نور الاسلام الزاهر كما قال الله تعالى (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (الأنبياء : 18 ).
ثم ذهبت امتع ناظري بعزة المسلم الذي لا يقبل الضيم والظلم فذاك رسول الله صلي الله عليه وسلم يعبأ جيشا كاملا ينصر مظلوما وهو عمرو بن سالم الخزاعي الذي تظاهرت على قبيلته قريش وبنوا بكر فجاء الي النبي صلي الله عليه وسلم يشكو ظلم الظالمين وانشد في ذلك ابياتا من الشعر قال فيها :-
| | حلف أبينا وأبيه الأتلـــــــــــــــدا |
قد كنتم ولدا وكنـــــــــــــــا والدا | | ثمت أسلمنا فلم ننزع يـــــــــدا |
فانصر هداك الله نصرا أعتــدا | | وادع عباد الله يأتوا مـــــــــــددا |
فيهم رسول الله قد تجــــــــــردا | | إن سيم خسفا وجهه تــــــــــرددا |
في فيلق كالبحر يجري مزبدا | | إن قريشا أخلفوك الموعـــــــــدا |
ونقضوا ميثاقك الموكــــــــــــدا | | وجعلوا لي في كداء رصـــــــدا |
وزعموا أن لست أدعو أحــــدا | | وهم أذل وأقل عـــــــــــــــــــــددا |
هم بيتونا بالوتير هجــــــــــــــدا | | وقتلونا ركعا وسجــــــــــــــــــدا |
فسير النبي صلي الله عليه وسلم جيشا قوامه عشرة آلاف من المؤمنين لنصرة مظلوم وردع الظالمين ... الله اكبر .. الله اكبر .. الله اكبر .
ثم تنادى الي سمعي صوت تلك المرأة المسلمة التي كشف ذلك اليهودي الخبيث عفتها فأطلقت صرختها شاكية لخليفة المسلمين وبينه وبينها مفاوز وبحار فلم تمنعه تلك البحار من أن ينتصر لشرف تلك المسلمة العفيفة الطاهرة فسير جيشا كاملا فتح به ذلك البلد الذي اوذيت فيه مسلمة .
ترامي الي ناظري العشرات بل الميئات من تلك النماذج المشرفة لعزة المسلم الذي تدبر كلام الله تعالى وفهم مقصده.
ثم افقت من ذلك الخيال الجميل على واقعنا الاليم الذي نسمع فيه كل يوم صيحات اخواننا المستضعفين واخواتنا المستضعفات في الارض لإخوانهم المسلمين في مشارق الارض ومغاربها يطلبون النصرة وردع الظالمين , ولكن لا حياة لمن تنادي رغم ما يعتري ثلة كبيرة من شباب المسلمين من غضب وشوق لنصرتهم.. ولكن حبسهم حابس...
اللهم إنا نشهدك أننا ما تخلينا عن نصرة اخواننا المسلمين في مشارق الارض ومغاربها بل تتوق والله نفوسنا الي أن نفديهم بأرواحنا ودماءنا ولكنك تعلم حالنا والله المستعان.
تتوق نفسي لأري عزة الصحابة والتابعين تعود الينا من جديد وذلك وعد الله ووعد رسوله صلي الله عليه وسلم ولن يخلف الله وعده قال الله تعالى (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (آل عمران : 139 ) وقال تعالى (وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً (النساء : 104 )
[/size]