]ظاهرة خطيرة باتت منتشرة في مصر المحروسة تثير لمشهد خطير، فقد تعددت حوادث الاشتباك بين الشرطة ورجل الشارع المصري في الآونة الأخيرة لتكشف عن نمط علاقة جديد بات يحكم العلاقة بين رجل الأمن ورجل الشارع، فكما يلجأ رجل الشرطة للعنف يلجأ ‘ليه المواطن أيضا.
الشرطة تعتدي بالضرب على احد المتظاهرين
وقد بدأت هذه الأحداث تطفو على السطح منذ اشتباكات السادس من ابريل التي دارت بين شباب الحركة التي تحمل اسم التاريخ "شباب 6 أبريل"، فقد أسفرت المواجهات التي اندلعت في منطقة وسط العاصمة القاهرة عن إصابة 16 شابا كما وقعت إصابات في صفوف رجال الأمن حيث أصيب ضابط شرطة كبير و6 أمناء شرطة وعسكريين.
الأمر الذي دعا نشأت القصاص، أحد نواب الحزب الوطني بالبرلمان المصري عن دائرة سيناء، والنائب احمد أبو عقرب للمزايدة على موقف الشرطة ودعوته لرجال الأمن بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين وهي الدعوة التي لاقت استهجانا كبيرا على المستوى الشعبي وإنكارا حتى من المسئولين الحكوميين وعلى رأسهم اللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية، ود. احمد فتحي سرور، رئيس مجلس الشعب.
نفس المشهد تكرر في مظاهرات للمحتجين أمام مقر البرلمان المصري الكائن بشارع قصر العيني، حيث لجأ رجال الأمن لاستخدام القوة لتفريق المتظاهرين فبادلهم المتظاهرون عنفا بعنف، فسقط عشرات المصابين من الجبهتين، بحسب ما أعلنته مصادر إخبارية موثوقة وما صدر في بيان رسمي عن وزارة الداخلية.
التعذيب في مراكز الشرطة المصرية
وما هي إلا أيام على تمديد العمل بقانون الطوارئ وقصره على جرائم الإرهاب والمخدرات، إلا ووقعت حادثة أخرى تفوق ما سبقها من حيث البشاعة، حيث لقي شاب في مقتبل العمر يدعى خالد سعيد مصرعه خلال توقيفه على يد مخبري شرطة سريين قالا أنهما اشتبها في حيازته للمخدرات.
وحسب أقوالهما أنه لدى تفتيشه عثر بحوزته على لفافة مخدرة قام بابتلاعها فور ضبطها معه، مما أدى لوفاته بإسفكسيا الاختناق، حسب تقرير الطب الشرعي، وأن الجروح والكدمات التي بدت على وجهه وجسده هي نتيجة تشريح الجثة، إلا أن صورة "سعيد" المشوهة تناولتها عدد من المواقع الإلكترونية قبل إحالة الجثة للتشريح.
لكن المسألة لم تمر بالهدوء الذي كانت تتمناه دوائر الأمن، حيث اندلعت ثورة غضب شعبية عارمة بحي سيدي جابر الكائن بمحافظة الإسكندرية التي شهدت الحادثة المأساوية وتعدت الاحتجاجات لمظاهرات مشتعلة جابت أنحاء العاصمة القاهرة بعد تمرير صورة بشعة للضحية تؤكد تعرضه لتعذيب وحشي على أيدي رجال الأمن، وبعد إدلاء الشهود بأقوال تؤكد قيام الشرطة بضرب الشاب خالد سعيد ضربا مبرحا على أثر انتشار شائعة تؤكد حيازته لكليب يفضح متاجرة أحد رجال الشرطة بالمخدرات.
فتوى تزوير الإنتخابات لفضيلة الشيخ القرضاوى
ورغم البيان الرسمي الذي أصدرته وزارة الداخلية الذي تؤكد فيه عدم مسئولية رجلي الشرطة السريين عن مصرع الشاب خالد إلا أن تضارب الروايات ما بين وفاته نتيجة صدمه بسيارة مسرعة بسبب ذعره من المخبرين، أو نتيجة ابتلاعه لفافة البانجو حسب روايتي الأمن، أو بسبب ضربه في الحائط وسحله حسب الرواية الشعبية، هذا التضارب خلق نوعا من البلبلة المثيرة للمخاوف.
ولعل هذه الحوادث وغيرها تكشف عن أزمة عدم ثقة فظيعة بين شرائح المجتمع، حيث أصبح المواطن العادي لا يثق في تحقيقات النيابة أو الطب الشرعي أو الشرطة أو حتى القضاء أو أي جهة مسئولة، فمنذ فترة ليست بقريبة والعلاقة بين الأمن ورجل الشارع ليست على ما يرام، بل أنها أصبحت تتسم بالشذوذ.
فبدلا من وجود مساحة الهيبة والاحترام المتبادل بين الطرفين، أضحت هذه العلاقة تسير بحسب الأغنية الشعبية المشهورة "تزعلني أزعلك، تضربني أضربك" مما يستدعي إعمال الجهد من جانب المحللين لإعادة شكل العلاقة إلى نصابها السليم قبل مواجهة سيناريوهات خطيرة.