لما تلوحين؟؟؟

لما تلوحين لي سيدتي ...


وأنت تدركين بأنك قاهرتي ...


قاتلتي عشقاً ...


ناحرة فؤادي ولهاً ...


فلما تلوحين سيدتي ...


و .. وعيناي فقط شاهدتان !


رمقت مقتلي بوداعك ...


فلا تلوحين لوداعي ...


لا ترمين بآخر ذكراك عندي ...


كورقة أسقطتها أناملك همساً للنيل ...


وأظنها ...


وأظنها بكت ...


و الدهر أطال آلامها مثلي ...


وهي مستشهدة كما عيناي السقوط ...


و .. أرتمت !


بعد أمد طويل مهد النيل ...


ولبرهة ...


مذهولة .. ظنت !


أن النيل ليس سوى ذرف عينيها ...


باكية وهي تودع أناملك ...


فلا ترمي ذكراي وريقة على مهد النيل ...


إني لم أنل مبتغاي بعد من الدهر ...


وأنت الأسطورة حلم كل الرجال ...


ويحلم قلبي قبلهم عناق ...


شاكراً خيالاً كجبل بفضاء ما ...


همس المطر بحبه ...


يزيل عنه أوساخ الدهور ...


وهكذا إلتقتك عيناي ...


ألتي عني كل غم المحبين ...


كل جزع العاشقين ...


إلتقيت عيناك ضحى يوم ما ...


وأنت تصرين أنني سليل (دنقلا العجوز) ...


أنجبتني (المغرة) بأزمان خالدات ...


لم تطأ قدمي سوى شط النيل بقديم (مروي) ...


تبتسمين ...


وأنا أرفض كل المقالات جل العصور ...


فأنا أتيت واحداً ...


ضحى هذا اليوم أستشرق عيناك ...


أضاحك ولو لمرة وجنتاك ...


ليهمس قلبي بحب شفتاك ...


ولأعانق أبداً مهد نهداك ...


فهذا أنا سيدتي ...


لم تلدني حواء سوى رجل ...


ليسقط بأعماق عيناك ...


هذا أنا سيدتي ...


وأقدامي تخطو خلفك وداع ...


قدرها لقياك ضحى يوم ...


عناق .. وداع قبل عناق الشمس غروب !


وها أنا خلفك متأبط الأحزان ...


وقدماي تمهلت خطاها غدق الدموع ...


تصرين وداعي ...


وأنا أرفض .. أرفض كل الأفهام !


أنت الجميلة ...


النبيلة ...


الأسيلة ...


وتبدو روحي حازنة بك ...


كخصلة بفرعك تلتمع شديدة السواد ...


أنقضى اجلها دون إهتمام ...


وأنت على مهد النيل ...


تتحدثين تبهريني أنني عيناك ...


أنني عندك إلهام الأحباب ...


آخر عنقود للعشاق ...


فلا تلوحين سيدتي ...


قد إلتقيتك من بين آلاف الصدف ...


أهداني الزمان فتنة أبتسامتك ...


أمتعني بهمس أناملك ...


ثم ودعتني وأنا عدو الوداع ...


ولوحتي وقدماك تطأ صندل النيل ...


ومثلك مثل الموج له إشتياق ...


ومهدي يرتضي الأحزان ...


يسكت صراخ الطفل داخلي بهدهدات الأنسام ...


وأن لم أسكت أبداً ...


او لن أسكت أبداً ...


فمازلت أنا .. أنا بعد دهور !


على الشط بشوق لك إنتظار ...


و صندل النيل يأتيني بشذاك لماماً ..


وعيناي ترمق مهد النيل ...


تذكرني بكل هنيهة عناقي لك ...


ترجو أن تأتيني بتلك الوريقة ...


عندما عانقت النيل بلحظة وداع ...


لأرى بعيني صدقاً ...


ماذا قال قلبك قبل الوداع ...

__________________